لم أرَ من قبل خوف وجوه أهل زيكولا مثلما كنت أراه تلك اللحظات اسفل أنوار المشاعل، زيكولا القوية التي تباهي أهلها دومًا بقوتها، باتوا عند أول اختبار حقيقي وجوهًا ذابلة مصدومة تخشى لحظاتها القادمة، أرض الرقص والاحتفالات لم تعد إلا أرض الخوف، اعلم أنهم يلعنون أسيل في داخلهم منذ تسربت إليهم الأخبار أنها سبب ما يحدث لهم، لكنهم قد تجاهلوا عمدًا أنهم من اقتنصوا ذكاءها كاملًا دون ان تضر واحدًا منهم يومًا ..-العنوان:أماريتا (أرض زيكولا 2)
-الكاتب:عمرو عبد الحميد
-الصنف:رواية
-دار النشر:عصير الكتب للنشر و التوزيع
-سنة الاصدار:2016
-عدد صفحاتها:324
-الرابط: من هنا
لمحة عن الرواية:
اذا كان خالد هو بطل رواية "أرض زيكولا" الرئيسي فان الطبيبة أسيل هي بطلة "أماريتا".
تنتهي أحداث رواية أرض زيكولا1 بانقاذ أسيل لخالد مخترقة بذلك قوانين أرض زيكولا،فتغادرها عائدة الى بلدها الأصلي "بيجانا" لتفاجأ بتدهور الوضع في بلدها و بقانون تسديد الديون بالبشر،أي أن بيجانا غرقت في الديون فلجأت الى تسديدها بفقراءها الذين ترسلهم الى بلد آخر يسمى أماريتا كتعويض.ما ان وصلت أسيل الى بيتها ببيجانا حتى وصلها خبر بأنها متهمة بالخيانة و ملك بيجانا نظرا لتعاقده مع زيكولا وافق أن يسلمها اليهم، و سرعان ما ستسجن حتى تفتح زيكولا و من ثم تعدم أمام ملأ زيكولا. نزل الخبر على أسيل كالصاعقة، لكنها ظلت متشبتة بالأمل،راضية بقدرها، و كانت ذكرى خالد تبعث فيها الصبر و الشجاعة. فخطرت في بالها فكرة أن تختلط بالسجناء الراحلين الى أماريتا و تذهب الى هناك لتبدأ حياة جديدة خير من أن تعدم بعد سبعة أشهر في زيكولا.نجحت خطتها بالتسلل و التقت بفتاة تدعى قمر، ستكون رفيقتها في الرحلة. بعد سلسلة من المراحل العصيبة و أيام طوال،وصلت بهم السفينة الى أماريتا، لتنهال عليها صدمة جديدة ،و هي أنها ستكون في ضيافة شخص أماراتي سيتم اختياره عشوائيا لمدة ستة أشهر،و في تلك المدة ستعمل في عمل هو الآخر سيتم اختياره لها بناء على رقم يوشم على ذراعها ،يثبت بأنها قادمة من بيجانا،فاذا استطاعت المواكبة و سددت الضرائب بانتهاء السنة، فستصير مثلها مثل سكان أماريتا و بعد عشر سنوات يمكنها العودة الى بلدها، أما ان فشلت فستصير من العبيد الذين سيظلون كذلك طوال حياتهم.لسوء حظ أسيل،تم اختيارها لتعمل في تكسير الصخور في منطقة صخرية جبلية،الأمر الذي كان فوق طاقتها نظرا لجسدها النحيل ،و ما زاد الطين بلة،مضيفها الذي كان سكيرا صعب المراص.و مع ذلك فقد قاومت أسيل بشجاعة، متمسكة بذكرى خالد بطلها المغوار.و ذات يوم،مرض مضيفها لأنه أفرط في الشرب،فقامت بمعالجته و صهرت على رعايته مضحية بعملها حتى يتحسن حاله لأن ليس من طباعها و عاداتها أن تترك شخص يعاني بين يديها،فيفاجأ العجوز و يبدأ سلوكه بالتغير و يروي لها قصته. لقدكان صيادا بارعا و قد فقد زوجته ذات ليلة بينما كانت تهم بانجاب طفلهما الأول،بينما هو كان ذاهبا للصيد،فأصيب باكتئاب حاد و اسودت الدنيا في عينيه بعد أن فقد زوجته .و منذ ذلك الحين و هو حزين.فقصت عليه أسيل قصتها بدورها و حكاية خالد و طلبت منه أن يساعدها حتى تعود الى زيكولا و من تم لتمر من السرداب الى بلدة خالد،فوافق على مساعدتها،لكن المسكين ما ان وصل الى حدود أماريتا المائية حتى توفي بسبب تدهور صحته،فتمسك القوات الأماريتية بأسيل و يذهب قائدهم جرير بها الى ملك أماريتا الشاب،هناك تواجه أسيل الحاكم بكل شجاعة و اقدام و تلومه لوما شديدا على ظلمه تجاه القادمين من بيجانا عندما هم بالادعاء أنه عادل كل العدل،لكن أسيل بشخصيتها القوية و ببراعتها و الأهم من ذلك بصدقها،ستؤثر عليه،فيطلب منها أن تحكي له قصتها كاملة،فأنصت اليها بكل اهتمام،و قد تأثر جدا،فاستضافها في قصره و أكرمها،و يوما بعد آخر،يزداد اعجابه بها و بذكائها حتى ذلك اليوم اللعين،،عندما سقطت على الأرض شاحبة،تترجى الملك تميم بما بقي لها من جهد و قوة أن ينقذها حتى أغمي عليها كليا.حار الأطباء من كل أنحاء أماريتا في أمرها و قاموا بكل جهودهم أملا في فهم حالتها وعلاجها ،لكن دون جدوى، حتى أتى طبيب أماريتي سبق وأن زار زيكولا و قد سمع عن قوانينهم، و علم بأنهم أصدروا قانونا جديدا يعاقب الخائن حتى و ان كان خارج أرض زيكولا و بأنه يتم الاقتصاص منه بأخذ وحدات ذكائه من طرف كل الناس الزيكوليين الذين سبق و ان تعامل معهم.و لجشع أهل زيكولا و جحودهم فقد أخذوا معظم وحدات الطبيبة الطيبة أسيل ان لم نقل جلها حتى شحبت المسكينة و سقطت أرضا،فيخطب الملك تميم في شعبه،مخبرا اياهم أنه أحب أسيل و بعد أن تستيقظ سيطلب يدها و بذلك فهي سيدتهم الأولى و سيقوم بانقاذها مهما كلفه الأمر بالتعاون معهم اذ سيشن حربا علي زيكولا حتى يخضع كبرياءهم و يطبق عليهم قانونا يسمى بعهد الرسل و الذي يتضمن امكانية تغيير قوانين الدولة الخاسرة من طرف الدولة المنتصرة ،هذا بعد أن أرسل رسالة الى ملك زيكولا،يطلب منه بشكل سلمي أن يعفو أن أسيل فرفض،مما اضطر ملك أماريتا الى اتخاذ هذا الاجراء.
لكن مع ذلك،فقد رغب تميم أن يتجنب الحرب قدر الامكان،فاعتبر الحرب خطة بديلة ترك أمرها في عهدة صديقه رئيس القوات الحربية،السيد جرير.
غادر تميم أماريتا متنكرا رفقة أسيل و قمر رفيقة أسيل التي صارت بعد وصولها الى اماريتا وصيفة في القصير،متجهين الى زيكولا،و بعد وصولهم، قام تميم بتحويل ذهب باعه هناك الى ذكاء حتى ينقذ أسيل لكن دون جدوى،فقد كانت في حاجة الى مساعدة خالد لأنه آخر شخص قامت بمنحه ذكاءها،يعني يجب احضار خالد من مصر الى زيكولا مرة أخرى.و بفضل مجموعة من التضحيات الجبارة و في ظل مجموعة من الأحداث المأساوية و الغامضة على رأسها قتل يامن صديق خالد المخلص من طرف حارس وزير العدل بأرض زيكولا،رغم أن هذا الأخير صار محاربا بالجيش و بالتالي يمنع كليا قتله بموجب القانون الزيكولي ،آتى خالد رفقة زوجته منى الى زيكولا لكي ينقذ أسيل.فما الحكاية يا ترى؟ما قصة قانون زيكولا الجديد و لماذا تم اصداره أصلا الى جانب الاقتصاص من أسيل؟هل ينطبق على خالد أيضا؟ما سبب قتل يامن؟ و هل هناك مؤامرة خلف ذلك؟ و هل سيستطيع خالد انقاذ أسيل؟ما ردة فعل منى عندما عرفت قصة أرض زيكولا؟ و كيف كان موقفها عندما علمت بالذات بأمر أسيل؟ و كيف سيكون موقف أسيل عندما تعلم بزواج خالد الذي ظل أملها الوحيد و مصدر قوتها؟ماذا سيفعل تميم ملك أماريتا في ظل كل هذه التشابكات و التعقيدات؟
رأي شخصي:
5/5،أقل ما أستطيع أن أصفه بها هي أنها تخطب الأنفاس...
-براعة السرد لا مثيل لها و الأحداث المتسارعة و التي تتعقد بشكل عجيب غاية في التأثير...
اقتباسات من الرواية:
- "لم أكن أدرك أن تكون أقسى لحظات الحياة حين تجلس ليشتعل رأسك بأسئلة جميعها لماذا"
- تقول أسيل: «القوانين غير العادلة ليست بقوانين سيدي».
-" حلقه تسلم اخرى .. لو فقدت حلقه واحدة بين تلك الحلقات , حلقة واحدة فقط , لما كنت احمل صخورا بهذا البلد او أجلس بجوارك الآن في هذه الغرفة....ثم تابعت بعدما صمتت برهة، كنت اظن ان القدر سمح لي بمنافسته لإنقاذ خالد و لكنه في الحقيقة تركني اصنع بيدي حلقة من حلقاته أكمل بها طريقي الذي اختاره لي".
