نشأت و أنا أكن الاحترام لكتائب القسام...
و لطالما تساءلت و أنا صغيرة لماذا يضعون اللثام...
أحببت الكوفية و صمود أهلها...
أتذكر كم الحزن الذي كنت أشعر به عند كل اشتباك فأعبر عن تضامني على مواقع التواصل الاجتماعي...
تعرفت على صديقات غزاويات و لا زلنا على تواصل منذ حوالي عشر سنوات تقريبا،تعرفت على ثقافة هذا الشعب الأبي و ازددت احتراما لهم...
أتذكر درس القضية الفلسطينية و الصراع العربي الإسرائيلي...
أتذكر قراءتي أول مرة لآيات سورة المائدة التي تعلن صراحة عن رفض بني اسرائيل دخول الأرض المقدسة...
أتذكر استشهادي بهذه الآيات في المرحلة الثانوية عندما سولت لأحد الأساتذة نفسه أن يدافع عن الصهاينة لعنة الله عليهم الى يوم الدين...
أتذكر إعلان ترامب القدس عاصمة للاحتلال و كم المرارة التي تجرعتها...
أتذكر الاعتقالات التي لا تنتهي و متابعتي لمرابطات المسجد الأقصى...
أتذكر صديقتي اللتين كتبتا اسمي قرب المسجد الأقصى و البهجة العارمة التي أدخلتاها إلى قلبي...
أتذكر اعتقال عهد التميمي
أتذكر جمعة العودة كل أسبوع و الشهداء الذين ارتقوا...
أتذكر تطبيع الدول العربية بما فيهم بلدي و إحساس الحنق و الغضب الذي تملكني و لا يزال...
أتذكر رحيل الصحفية شيرين أبو عاقلة و كلماتها القوية...
أتذكر رواية "ياسمين العودة"
أتذكر بحثي عن تاريخ فلسطين و كيف احتلت و مزاعم الصهاينة و تاريخ اليهود...
أتذكر كيف استيقظت يوم 7 أكتوبر على ملحمة طوفان الأقصى...
أتذكر إحساس الفرحة و العزة و الأمل...
أتذكر العملية الذكية كيف تمت و كيف ألحقت العار بالاحتلال و كيف لم يستسغ مرارة الأمر فانهال على المدنيين الأبرياء بالقصف و التقتيل...
تابعت بحرقة أخبار استشهاد عشرات الآلاف من الأبرياء،من الناس،من بني آدم،من الأطفال و الرضع و الخدج و النساء و الرجال و المسنين و الأطباء و الصحفيين.....
شهدت أخبار قصف المستشفيات و المدارس التي تؤوي النازحين و المساجد و الكنائس و المنازل بل و سيارات الإسعاف...
الناس يقتلون بدم بارد... الدمار في كل مكان...لا وقود و لا كهرباء و لا ماء و لا طعام...
الصهاينة طغوا و بغوا و عتوا في الأرض عتيا و الغرب يتبجحون و يباركون و يدعمون و يرسلون الجنود و الأسلحة و العرب نائمون ان استيقظوا لبرهة يطلقون تنهيدة و تنديدا و يعودون لسباتهم...تالله إنه لوزر عظيم...
فهمت أخيرا أن القوانين مجرد هراء و أن المؤسسات و المنظمات هراء آخر ليس إلا...
و أن الشعوب يخونها حكامها...الشعوب غاضبة بل كل حر ينتفض لكن الحكام في سباتهم غارقون...
شهدت حقيقة الدول و كرهت سياساتها و فقدت الأمل في شيء اسمه "ديمقراطية،حقوق"...
القانون الدولي كذب و المنظمات الحقوقية كذب أشد منه...
أما الشركات و وسائل الاعلام المارقة فحدث و لا حرج...
عندما كنت صغيرة كنت أتساءل عن اللثام و اليوم سقط اللثام عن العالم بأسره...إلا عن كتائب القسام...
يا أهل غزة، حسبكم رب العالمين فهو الغني العزيز ذو الجلال و الإكرام...
يا أهل غزة، شموخكم و عزتكم يشيد بها كل حر حتى الحجر و الشجر...
يا أهل فلسطين الحرة و الأبية من النهر الى البحر،أسأل الله أن يربط على قلوبكم و يرزقكم الصبر و يشفي جرحاكم و يتغمد شهداءكم برحمته الواسعة و إنا لله و إنا إليه راجعون.
و في الأخير، مهما اشتدت ستفرج بإذن الله...و وعد الله حق فهو القائل "و كان حقا علينا نصر المؤمنين"...