تجربتي في تعلم اللغة الانجليزية


  لقد لعب تطور شخصيتي دورا مهما و أساسيا في رحلتي لتعلم اللغة الانجليزية،يعني كلما عرفت أشياء جديدة عن نفسي على مستوى الشغف و الاهتمامات والهوايات و أيضا على مستوى المصادر (نت،كتب صوتية،بودكاستس،منصات للتواصل...) كلما وظفتها في تعلم اللغة الانجليزية.
لقد بدأ اهتمامي باللغة الانجليزية،منذ الوهلة الأولى،منذ أن سمعتها لأول مرة،أظن في السنة الرابعة من التعليم الابتدائي،حينها أصبت بالدشهة،لا أدري حقا كيف أصف ذلك،لكن كان شعورا رائعا خصوصا أنه في ذلك الوقت لم يكن لدينا حاسوب بالمنزل كي أعرفها منه و بما أنني الأخت الكبرى في البيت يعني المصدر الوحيد لمعرفتها هو المدرسة.أذكر أننا كنا ندرسها لمدة خمس و أربعين دقيقة مرتين في الأسبوع نهاية حصة اللغة الفرنسية و كانت المعلمة تحضر معها مسجل الصوت كي نتعلم النطق الصحيح للحروف من أصحاب اللغة الأصلييين ، تعلمنا الأرقام و الحروف و المبادئ الأولية للغة الانجليزية و كنت حقا جد مسرورة بذلك، لكن أدائي كان يقتصر على ما نتعلمه في المدرسة لعدم وجود مصدر اضافي.المهم، استمريت على هذه الحال،حتى السنة الأولى اعدادي و حينها اشترينا حاسوبا و لله الحمد و يال فرحتي به وأيضا في الصف الذي كنت أدرس به كان مستوى بعض الطلاب عاليا جدا في اللغة الانجليزية لدرجة أنك لا تصدق أنهم في السنة أولى اعدادي.المهم،تحمست جدا جدا و كانت دفعة قوية بالنسبة لي خصوصا مع وجود الحاسوب و زملائي في الصف الذين سأستفيد منهم.آنذاك،رغم الحافز،كنت تائهة و لا أدري ماذا أريد بالضبط،لم أعرف حينها ما الهدف من تعلم اللغة الانجليزية و أي انجليزية أريد يعني أ متعلقة بمجال ما أم رسمية،أم عادية للتواصل أضف الى ذلك أي لكنة هل البريطانية أم الأمريكية أم الاسترالية ...في ذلك الوقت،لم أستطع الاجابة عن هذه الأسئلة فقط أردت أن أصير قادرة على التحدث بها. و من هنا بدأت الرحلة،أول ما قمت به هو البحث عن كل أناشيد ماهر زين الانجليزية بالكلمات و الترجمة و أتبعتها أناشيد أخرى و لقد أفادتني جدا جدا حيث اكتسبت رصيدا لغويا لا بأس به وكنت أسمعها باستمرار حتى تترسخ الكلمات الجديدة في ذاكرتي.  و في المدرسة،أتعلم  القواعد اللغوية و بعض الأشياء الأخرى لكن لطالما كنت متيقنة بأن اتقان اي لغة لا يتم في المدرسة و انما ذاتيا، و رغم ذلك كنت افقد حماسي من حين لآخر و أصاب بالخيبة عندما أجرب أن أشاهد فيديو انجليزي محض من أصحاب اللغة و لا أفهم شيئا أبدا نظرا للسرعة و مع ذلك ،استمريت في توسيع دائرة الكلمات و الرصيد اللغوي،و لأنني أحب مشاهدة الانمي،صرت أشاهده مترجما للغة الانجليزية و أشرح الكلمات الصعبة.حتى أتى  ذلك اليوم،و بينما كنت أتصفح النت،لاح نظري على فيديو انجليزي تحت عنوان هل تواجه مشكلة في فهم الناطقين الأصليين باللغة الانجليزية فشاهدته و فهمته كله بنسبة  100%
 وكانت بادرة خير بالنسبة لي ،كانت صاحبة الفيديو أمريكية و هي Gabby Wallace استاذة اللغة الانجليزية من قناة "Go Natural English"
أحمد لله حمدا كثيرا أن يسرالله أمري و هداني لمشاهدة ذلك الفيديو و من هنا أتقدم بالشكر الجزيل لتلك السيدة فقد أفادتني جدا جدا،اشتركت بقناتها و صرت اتابع المباشر الذي تقوم به و باقي فيديوهاتها.
 لاحقا بدأت أكتشف أشياء جديدة عن نفسي مثل اهتمامي بمجال تطوير الذات،الانتاجية،التحفيز،فأدمنت الاستماع للفيديوهات التحفيزية مع الترجمة و نظرا لتكرارها ،صرت أردد بعض جملها و أستعملها في محادثاتي مع نفسي دون شعور.نعم محداثاتي مع نفسي،فأنا أتحدث مع نفسي كثيرا و هذا الأمر،يريحني نفسيا ،يفيدني في اتخاذ القرارات و  يساعدني في اتقان اللغة الانجليزية.
و تمر الأيام، و يتحسن مستواي تدريجيا و أكتشف بأنني لم أكن قادرة على فهم فيديوهات الناطقين باللغة لسببين الأول:رصيد لغوي غير كاف و السبب الثاني عدم تعويد نفسي على الاستماع كثيرا و بخصوص مسألة الملل و الاحساس بالاختناق خلال فترة التعلم هو أنني لم أكن أعرف أي مجال أحبه بشدة فقد كنت أجبر نفسي على الاستماع الى محتوى ممل ليس من ضمن اهتمامي فقط كي اتعلم و هذا الأمر كان يزعجني.
قبل حوالي سنتين،و بعد بحث طويل،اكتشفت شغفي و عرفت أن ضالتي  في مجال التنمية الذاتية و التعلم المستمر فتابعت بعض القنوات الأخرى على اليوتيوب على رأسها قناة دروس اونلاين التي ساعدتني على مستوى الانجليزية و الافكار  و انضممت الى مجموعات على الفيسبوك تعنى بهذين المجالين مثل "Free Books and Courses" و" نادي القراءة العملية" ،"طور حالك " ، "Summer Training & Jobs"  و كانوا ينشرون باستمرار نصائح،مواقع،تطبيقات،أفكار و مصادر غنية و فوق ذلك مجانية لتعلم اللغة الانجليزية من الصفر حتى الاحتراف دون معلم أو مركز لغات . كل ما يلزمك الرغبة و الاتصال بالأنترنيت. فشحذت الهمة من جديد و خصصت دفترا من الحجم الكبير لكتابة كل ما أتعلمه من اللغة الانجليزية فصرت أوظف اليوتيوب، فيديوهات TED ،البودكسات و أيضا الكورسات أونلاين اضافة الى قراءة الكتب باللغة الانجليزية ليس فقط القصص و انما حتى الكتب غير الروائية المرتبطة بمجال تطوير الذات و ريادة الأعمال و تستمر الرحلة و التعلم لا يتوقف فاللغات متجددة و أهدافنا تتغير و شخصياتنا تنمو و هكذا الحياة....

نصائح و لطائف استخلصتها من تجربتي في تعلم اللغة الانجليزية  و أرجو أن يستفيد منها غيري:
-لا تسوف أو تنتظر طويلا بل ابدأ بما أنت عليه،بما في حوزتك،بما تملك من وسائل "فانت لا يجب أن تكون عظيما كي تبدأ،لكن يجب أن تبدأ كي تصير عظيما".
- استلهم من الآخرين و استفد منهم و أفدهم لكن اياك ثم اياك أن تقارن نفسك بهم فلكل خصائص و مميزات. المقارنة سم قاتل دمر حياة الكثيرين فابتعد عنه قدر الامكان.
- تعلم أي لغة لا يأتي بين عشية و ضحاها فدعك من اليأس غير المجدي و تقدم "Small steps But Everyday"
- اللغة الانجليزية من المهارات التي ستفيدك في نواح أخرى من حياتك مثل العمل،الفرص،السفر،التعلم....
- تحديد مجالك أو شغفك سيفيدك في تعلم اللغة الانجليزية فآنذاك ستدرسها و كلك حماس و طاقة...

و دمتم بخير

مدونة من المغرب و مهتمة بالتعلم المستمر

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة